الكادر الإعلامي في الإعلام المتخصص



د. عبدالله بدران
إن الكادر الإعلامي هو القائم بالاتصال الفعلي الذي يقوم بإنتاج الرسائل الإعلامية في ضوء الاستراتيجية العامة التي تحددها القوى المالكة والموجهة لوسائل الإعلام العامة والخاصة. ومبرر وجود الكادر الإعلامي ومقياس مدى نجاحه أو فشله يتمثل في مقدرته على فهم هذه الاستراتيجية وتطبيقها تطبيقاً حرفيا في كل نتاج صحفي يقدمه، وذلك عبر فن إعلامي مناسب ومتطور.
وثمة شرطان أساسيان يتعذر وجود الكادر الإعلامي المتخصص من دونهما:
1.  التأهيل الإعلامي : نظراً للتطور الحاصل في مجال الإعلام ، باتت الحاجة ملحة الى ثلاثة مستويات من التأهيل الإعلامي :
­   التأهيل الإعلامي العام:
مهمة التأهيل الإعلامي العام إعطاء الكادر أساسيات الإعلام العام؛ الأدبيات والنظريات والأنواع والوسائل والتقنيات....الخ .
­   التأهيل الإعلامي المتخصص:
يمثل التأهيل الإعلامي المتخصص مرحلة متطورة ، أكثر عمقاً وأكثر تخصصاً. ومهمة التأهيل الإعلامي المتخصص هي تعميق تأهيل الكادر بأحد المجالات الإعلامية الرئيسية.
­   التأهيل الإعلامي الضيق :
فرض التطور الذي بلغه الإعلام المعاصر ضرورة التأهيل الإعلامي المتخصص الضيق ، لمواكبة الاستجابة المناسبة للتحديات التي أوجدها تطور المجتمع والفرد والإعلام كعلم وممارسة.
2.  التأهيل العلمي في مجال متخصص: يشكل التخصص الإعلامي والتخصص العلمي وجهين لورقة واحدة ، وثمة جدلية تربطهما، ومن العبث البحث عن الرئيسي والتابع في هذه العلاقة، أو عن السبب والنتيجة. والتطور الحاصل في شتى العلوم والمعارف فرض على الإعلام وجود كادر إعلامي مؤهل إعلامياً وعلمياً ، وهو أمر يمكن تحقيقه بإحدى طريقتين:
­   إعلامي – متخصص :             
 تعتمد هذه الطريقة على الاستفادة من الكوادر المختصة أكاديمياً في الإعلام ، وتأهيلها علمياً في مجال علمي أو أدبي أو قانوني .. محدد
­   مختص – إعلامي :
 تعتمد هذه الطريقة على الاستفادة من الكوادر المختصة علمياً وأكاديمياً في مجالات علمية مختلفة ( اقتصاد، علوم، هندسة، رياضة ) ، والتي تمتلك مواهة إعلامية مؤكدة، ورغبة قوية في العمل في المجال الإعلامي، وتأهيل هذه الكوادر إعلامياً وأكاديمياً في كليات الإعلام.
أسلوب المعالجة المتميز:
تفرض الطبيعة المتميزة للموضوع والحدث والجمهور والكادر أساليب معالجة وتقديم متميزة . إن خصوصية الموضوع والحدث والجمهور والكادر هي التي تحدد نوعية ومستوى المعالجة الإعلامية للموضوع والحدث.
ومن أهم السمات المميزة لأساليب المعالجة في الإعلام المتخصص:
1.  المعالجة الشاملة والعميقة : يتميز الإعلام المتخصص باستخدام أساليب معالجة للأحداث والظواهر والتطورات أكثر شمولية وعمقاً من الإعلام العام .
2.  هيمنة الطابع التحليلي : يعتمد الإعلام المتخصص منهج التحليل العلمي للأحداث والظواهر والتطورات ، ولا يكتفي بذكر الوقائع والحقائق وتأكيدها وإبرازها ، ولا يسعى إلى إبهار المتلقي وإثارته وجذبه، بل إلى الوصول إلى ذهن المتلقي وعقله ، وإقامة نوع من الحوار معه.
3.  المعالجة المتوازنة: يسعى الإعلام المتخصص النوعي إلى تقديم رؤية متوازنة للحدث أو الموضوع أو التطور ، تقوم على أساس تقديم الحقائق التي تغطي جوانب الحدث أو الموضوع كافة، وعلى تقديم الآراء والمواقف المختلفة والمتباينة من هذا الحدث أو الموضوع.
4.  استخدام الاستمالات الذهنية: يهيمن في الإعلام المتخصص النوعي استخدام الاستمالات الذهنية التي تخاطب ذهن المتلقي وعقله، وتسعى للوصول إليه والتأثير عليه من خلال الحجة والبرهان والدليل المنطقي والإقناع العقلي. ومرد ذلك طبيعة الموضوعات المعالجة، ونوعية الجمهور المستهدف.
5.  استخدام مداخل إقناعية وآليات تأثير مناسبة لمجال التخصص ولنوعية الجمهور ، والاستفادة إلى الحد الأقصى من المعطيات العلمية المستخلصة من النتائج التي توصلت إليها البحوث الميدانية في هذا المجال.


الإبتساماتإخفاء