مقومات الإعلام المتخصِّص

 
د. عبدالله بدران
يمتلك الإعلام المتخصص عددا من المقوِّمات التي تسهم في تميزه ، وتعزز دوره في المجتمع ، وتبرز طابعه وخصوصيته ، وتجعله يستحق ذلك الاهتمام ليكون مجالا منفصلا عن الإعلام العام.
 ويرى عدد من الباحثين أن هذه المقومات هي:
أولا-  المجال المتميِّز :
 تشكل الحياة المجتمعية مُركَّباً واحداً ، يتألف من مجالات متعددة ومختلفة . وتأخذ هذه الحياة خصائصها المميزة من مجمل الخصائص المميزة لمجالاتها المختلفة ، كما يأخذ كل مجال خصوصيته من اعتبارات متعددة أبرزها:
1.    طبيعة ونوعية القوانين العاملة والمنظمة للحياة في هذا المجال.
2.    طبيعة ونوعية القوى الفاعلة والمحركة للحياة في هذا المجال .
3.    درجة التطور المتحقق في هذا المجال .
4.    وزن هذا المجال وثقله في حياة الفرد والمجتمع .
5.    نوعية الشخصيات الفاعلة في هذا المجال .
6.    آلية اتخاذ القرار وصنعه في هذا المجال .
7.    نظرة المجتمع وتقييمه لهذا المجال .
8.    حجم الشرائح الاجتماعية التي يضمنها هذا المجال أو يعنيها .
9.    نوعية الحاجات وطبيعتها التي يسعى هذا المجال الى إشباعها .
ثانيا - الموضوع المتميِّز :
تفرض خصوصية المجال وتميزه خصوصية الموضوع وتميزه أيضاً. والمقصود بالموضوع هنا المادة ، أو القصة ، أو المسألة ، أو الأمر ، أو الشأن ، القائم والمتواجد في مجال معين . يأخذ الموضوع نَسْغَ حياته ووجوده من السياق العام الذي يوجد فيه ، أي من المجال الذي يقع فيه . إن الخصائص المميزة لمجال معين هي العامل الحاسم والمحدد لخصائص الموضوع في هذا المجال.
يمكن تحديد أهم مقومات الموضوع المتميز على النحو الآتي:
1.  طبيعة الموضوع : مادية أم نفسية ومعنوية وروحية ، ملموسة أم مجردة ، ذاتية أم موضوعية ، عامة أم خاصة.
2.    مادة الموضوع : هل هي الوقائع والمعلومات والحقائق أم الآراء والعواطف والانفعالات ووجهات النظر؟
3.    مصادر الموضوع : جهات رسمية أم أهلية ، أفراد أم مؤسسات ، داخلية أم خارجية؟
4.  المعايير المستخدمة لتحديد الموضوع المناسب : ذاتية أم موضوعية ، درجة الأهمية ، أم درجة النضوج ، حجم الاهتمام ، أم الضخامة والتأثير والنتائج المتوقعة؟
5.  المعايير التي تحدد كيفية معالجة الموضوع وطريقة نشره وتقديمه : المتطلبات ، ذاتية تتعلق بالموضوع والمجال ، أم موضوعية تقع خارج الموضوع والمجال؟
6.    الهدف الخاص المتوخى تحقيقه من جرَّاء معالجة الموضوع.    
7.    الجمهور المستهدف الوصول إليه والتأثير عليه من خلال معالجة هذا الموضوع ونشره.
8.    طرق المعالجة المستخدمة والمناسبة لطبيعة الموضوع والوسيلة والجمهور والهدف .
9.    أساليب التقديم المستخدمة والمناسبة .
10.     نوع الاتصال المستخدم لمعالجة الموضوع (شخصي ، جمعي ، مؤسسي ، جماهيري ) .
11.     نوع الوسيلة الاتصالية المستخدمة.
12.     النوع الصحفي المناسب لمعالجة الموضوع (خبر، تقرير، تحقيق، مقال).
ثالثا- الحدث المتميز :
يأخذ الحدث سماته من السياق العام الذي أنتجه ، أي من المجال الخاص به ، ومن الموضوع العام والعريض الذي يقع ضمن إطاره .
ويمتلك الحدث صفات عامة بغض النظر عن المجال الذي يجري فيه. وأهم هذه الصفات:
1.    يعكس الحدث التغيير الحاصل في سياق عام مستمر. يمثل الحدث لحظة أو نقطة من هذا السياق.
2.    مادة الحدث هي الجزئي والتفصيلي والمحدود. لا مكان في الحدث للعام والمجرد والمطلق.
3.    طبيعة الحدث هي الآنية والراهنية . الحدث هو تاريخ اللحظة.
4.  الحياة القصيرة للحدث. الحدث لحظي ومؤقت. يولد الحدث عملاقاً ، ولكنه ، كالشُهُب ، يبهر نوره الأبصار ، ولكن للحظة واحدة ، ثم ينتهي كل شيء ، ليبدأ حدث جديد.
رابعا- الجمهور المتميز :
يعتبر الجمهور الطرف الثاني من معادلة العملية الاتصالية. والجمهور هو الشريحة (أو الشرائح) الاجتماعية التي تسعى الوسيلة الإعلامية الى الوصول إليها والتأثير عليها.
تعود أهمية جمهور الوسيلة الإعلامية الى اعتبارات متعددة ، أهمها :
1.  الأهمية الإعلامية :إن تواصل الوسيلة الإعلامية مع جمهورها هو المؤشر الحقيقي لنجاحها ، ومن ثم مقدرتها على تحقيق مهامها وإنجاز وظائفها .
2.  الأهمية المادية :إن حقيقة كون الوسيلة الإعلامية المعاصرة هي أساساً مشروع فكري-أيديولوجي ، لا تتناقض إطلاقاً مع حقيقة ثانية موازية في الأهمية للحقيقة الأولى ، وهي أن كل وسيلة إعلام جماهيري معاصرة هي أيضاً مشروع اقتصادي ، يهدف إلى تحقيق الربح المادي .
3.  الأهمية التواصلية :تتصف علاقة الوسيلة الإعلامية بجمهورها بأنها ذات طابع حركي وديناميكي ، يتسم بالتغيير.
 ويتميز جمهور الوسائل الإعلامية الجماهيرية وفق معايير مختلفة أبرزها الكم (المعيار الكمي) والنوع (المعيار النوعي) ، ودرجة التجانس ، والسن ، والجنس ، والمستوى التعليمي والثقافي.


الإبتساماتإخفاء