أهداف الإعلام المتخصص ومحدداته

 
د. عبدالله بدران
 يستنبط الإعلام المتخصص أهدافه ووظائفه ويستمد تفاصيلها من الأهداف والوظائف العامة للإعلام العام ، ولا يخرج عنها إلا بقدر ما تتيح له الموضوعات المرتبطة بالمجالات التي يرتبط بها ، وبقدر ما تستدعي تلك الميادين إضافة تفاصيل لا ترد في الوظائف و الأهداف التي ينشدها الإعلام العام.
 ووظائف الإعلام المتخصص مشابهة تقريبا لوظائف الإعلام العام التي ذكرت آنفا في هذا الفصل ، أما أهم الأهداف التي يسعى الإعلام المتخصص إلى تحقيقها فيمكن إجمالها في النقاط الآتية التي تطرحها الدكتورة سوزان القليني:
1.  نقل رسالة محددة ، مدعومة بالحقائق العلمية والتاريخية ، وعلاقتها بالأمور الحياتية للمستقبل، عن طريق مباشر أو غير مباشر سواء كان إعلاما داخليا أو خارجياً ، في شكل خبر أو حدث أو فكرة أو ظاهرة لها علاقة باهتمامات المتلقي.
2.  تناول القضايا المتخصصة على اختلافها وتقديمها بأسلوب سهل ، وبسيط وشامل ، لرفع وعي الجماهير المستهدفة بأبعاد القضية وأسبابها وآثارها على كل المستويات.
3.  التعريف بالمستجدات التي تطرأ على موضوع التخصص ، محلياً وإقليمياً ودولياً ليواكب الجمهور المستهدف التطور الحادث ولا يتخلف عن الركب الحضاري.
4.  استحداث قنوات اتصال حوارية بين كل من الجمهور المستهدف ومتخذي القرار لتعزيز المشاركة في اتخاذ القرار المناسب وإيجاد الحلول.
5.  تهيئة الجمهور المستهدف لتقبل تغيير مزمع لسلوكيات سلبية وتنمية الوعي وتكوين الاتجاهات الإيجابية الداعية لأهمية تغيير السلوكيات .
6.  استمرار الحوار بين جميع فئات الجماهير المستهدفة ، وإيضاح الآراء والأفكار والمشكلات ومقترحات المواطنين.
7.    التحفيز إلى التغيير للأفضل عن طريق خلق طموحات مشروعة وممكنة وإذكاء روح التغلب على العقبات.
8.    فتح قناة اتصال بين العلماء والخبراء ومراكز البحوث العلمية وبين الجمهور المستهدف.
9.    فتح نافذة على العالم وللعالم ليتعرف الجمهور إلى كل ما هو جديد وليرى العالم ما وصل إليه المجتمع.
10.  تنمية النواحي المعرفية والوجدانية والمهارية والثقافية لدى شرائح محددة لتكون على علم بما يدور حولها من خلال ما تتضمنه الرسالة الإعلامية من حقائق محلية وخارجية.
11.     تنمية الوعي الوقائي والعلاجي تجاه القضايا الحياتية.
المحددات الأساسية لدور الإعلام المتخصص :
 تتصل هذه المحددات بالدور المتوقع للإعلام أن يقوم به في التأثير، وهذا يتطلب بدوره معرفة وخبرة بإمكانات الوسائل الإعلامية، والمؤسسات التي تدعمها والكوادر البشرية التي تطلع بها. وأهم هذه المحددات ، كما يوردها الدكترو أحمد عمر:
-       إن دور الإعلام في التأثير في الجماهير ، لم يعد موضع شك ،إلا أن درجة التأثير ترتبط ارتباطاً كبيراً بالفروق الأساسية بين البشر، وإطاراتهم المرجعية، واهتماماتهم التي تحدد درجة تقبلهم لما يقرأون ويسمعون ويشاهدون.
-   إن دور الإعلام في التأثير في النظم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية يتوقف إلى حد كبير على وضعية وسائل الإعلام من نظام إلى آخر ، وهي وضعية تحدد طبيعة ونوع واحتياجات كل مجتمع لوسائل إعلامه ، والدور المنتظر منها ، وهي مسألة تختلف من مجتمع إلى آخر.
-   إن التحديد الدقيق والواعي لإمكانات كل وسيلة من وسائل الإعلام في التوعية بالقضايا وطرح الموضوعات والإقناع بالرؤى الخاصة، ونشر الثقافة والمعرفة يتطلب مراعاة خصائص كل وسيلة ومدى ملاءمتها لمعالجة قضايا وموضوعات معينة من حيث نوع الرسالة ، ومصدرها وخصائص الجمهور المستهدف.... وما إلى ذلك.
-   التخطيط العلمي للدور المنتظر إحداثه للإعلام في مجال معين ، يختلف من مجال إلى آخر ، ومن مرحلة إلى أخرى.
-   ضرورة وجود مؤسسات إعلامية متخصصة بقنواتها وبرامجها وكتبها وصحفها ومجلاتها ، وهذا يتطلب إعادة النظر في البناء المؤسسي لوسائل الإعلام بما يتلاءم مع روح التخصص التي تعتبر إحدى السمات الأساسية لهذا العصر.
-   التأكد من وجود كوادر إعلامية متخصصة في المجالات المختلفة من حيث الحرفية والخبرة والدراسة والإلمام بالمجالات المعرفية المتخصصة.
-   إن تطوير الأداء المهني للإعلاميين العاملين في مجالات الإعلام المتخصص ، يتطلب على المدى القريب تدريبهم وتأهيلهم واحتكاكهم بالعلماء والخبراء في المجالات المتخصصة من خلال المؤتمرات وورش العمل وحلقات النقاش التي تجمع الإعلاميين بالعلماء في مختلف المجالات، وبذلك تتكون لديهم قاعدة معرفية متخصصة. أما على المدى البعيد، فإن الأمر يتطلب الاهتمام ببرامج التدريس في الكليات والمعاهد الإعلامية المتخصصة وعلى مستوى الدراسات العليا ، بفتح المجالات أمام الخريجين من مختلف التخصصات للجمع بين تخصصاتهم وفنون الإعلام وحِرفياته.
-      مصادر معلومات عصرية ومتطورة عن المجالات المتخصصة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، ذلك أن مهام الإعلام والشرح والتفسير والتسلية والإقناع وغيرها من وظائف الإعلام ، تحتاج بالضرورة إلى عرض المعارف والمعلومات على الناس. فأهمية المعلومات في عصر المعلومات مسألة لا تخفى أهميتها على أحد. ولهذا فإن إعلاماً متخصصاً فاعلاً يحتاج بالضرورة إلى مصادر معلومات عصرية ومتطورة ، تزود القائمين بالاتصال في مجالات الإعلام المتخصص بالمعلومات المتجددة في مختلف مجالات العلوم والمعارف .
-   إن رسالة الإعلام المتخصص ، تحتاج بالضرورة إلى التعرف إلى الفروق الأساسية القائمة بين الوسائل التي تقوم من خلالها ، والخصائص الذاتية الكامنة في كل وسيلة إعلامية.
 


الإبتساماتإخفاء