بحث
استثمار التطور الإلكتروني في إبراز دور
العوائد البترولية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المجلس والمحافظة
على البيئة
د.عبدالله بدران
ملتقى الإعلام البترولي الأول لدول مجلس
التعاون
وزارة النفط – الكويت
25-26 مارس 2013
أولا – المقدمة
يعتمد نجاح الإعلام البترولي في تحقيق
أهدافه ، والوصول إلى الشرائح المجتمعية المنشودة ، وإحداث التأثير المطلوب ، على
الكيفية التي يعالج بها القضايا المرتبطة بهذه الصناعة الحيوية ، والقدرة على
الاستفادة من جميع وسائل الإعلام المتاحة ، والاستخدام المتميز للأشكال المختلفة
والاستمالات المتنوعة عند مخاطبته الجمهور المستهدف .
ومعنى ذلك كله أن هناك تحديا كبيرا أمام
القائمين على الإعلام البترولي لتحقيق ما يصبون إليه من توجيه شرائح المجتمع
وتثقيفها ، وتوضيح الحقائق الأساسية عن البترول وما يرتبط به ، وربط هذه الصناعة
بمجالات الحياة الأساسية للبشرية.
ويساعد التنوع والمزايا التي تتمتع بها
وسائل الإعلام على تحقيق الإعلام البترولي الأهداف المنشودة منه ، وعلى إيصال
الرسائل المختلفة التي ينشد القائمون على هذا الإعلام بلوغها الشرائح المستهدفة
وإحداث التأثير المطلوب.
وتسهم المعارف العلمية الحديثة والتقنيات
المتطورة في توسيع رقعة انتشار وسائل الإعلام وتنوعها ، ووصولها إلى جميع الشرائح
مهما بعدت مناطقهم ، واختلفت طبقاتهم ، ومهما كانت عليه حالهم ، ومهما كانت الظروف
الجوية المحيطة بهم.
وهذا الأمر يتيح للقائمين على القضايا البترولية
استخدام الوسيلة الإعلامية المناسبة للرسالة الإعلامية التي يريدون إيصالها ،
وللأنشطة التي يروجون لها ، وللاتجاهات التي ينشدون إحداثها ، وللشريحة المراد
الوصول إليها، وتوظيف هذه الوسيلة في إطار الأفكار المستهدفة والاستمالات الإقناعية
المستخدمة بما يزيد من فعالية وتأثير تلك الرسالة.
ثانيا- دور وسائل الإعلام التقليدية
عند الحديث عن وسائل الإعلام فإننا سنقسمها
إلى وسائل تقليدية، وحديثة. ولا يعني ذلك
أن الوسائل الحديثة طغت على الأولى أو حلت محلها؛ بل يعني أنها حديثة زمنيا مقارنة
بالوسائل التقليدية التي تمتد قرونا عدة.
وبناء على ذلك فإننا نعني بوسائل الإعلام التقليدية الصحافة والإذاعة
والتلفزيون.
وسنتناول بصورة سريعة دور تلك الوسائل في
الموضوع الذي ستتناوله هذه الجلسة وهو( إبراز دور العوائد البترولية في عملية
التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المجلس والمحافظة على البيئة)، ثم نتطرق بنوع
من التفصيل إلى الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الحديثة (الإلكترونية) بهذا
الصدد.
إن
استخدام الوسائل التقليدية لا يختلف اختلافا كبيرا عما تؤديه نظيرتها الحديثة، إذ
إن كلا منهما تؤدي دورا فاعلا، لكن المميزات التي يتصف بها كل من النوعين هي التي تعطي
ذلك الفارق في الدور والأهمية.
فالوسائل التقليدية تتيح للقارئ السيطرة أكثر
على ظروف التعرض، وقراءة الموضوعات النفطية أكثر من مرة، مع منحه حرية أكبر في
التخيل وتوزيع الظلال والتفسيرات، ومخاطبة جميع شرائح المجتمع والاتصال بالجماهير
النوعية المتخصصة بنشر الموضوعات والمقالات العلمية والبترولية والاقتصادية
المتخصصة، إضافة إلى وجودها في كل بيت واعتبارها كأنها فرد من أفراد العائلة
(التلفزيون).
ثالثا- وسائل الإعلام الحديثة
شهد العالم قفزات علمية متسارعة في العقود
الثلاثة الأخيرة ، وصار العلم يتحفنا كل يوم باختراع جديد وإنجاز باهر وتطور مثير
، وغدت مواكبة كل جديد في دنيا العلم والمعرفة أمرا ضروريا لكنها في الوقت نفسه
صعبة المنال.
وعند الحديث عن وسائل إعلامية حديثة في الإعلام
البترولي ، فإن هذه الحداثة تعد أمرا نسبيا ، أي إنها حديثة في هذه الأيام ، لكنها
قد تصبح أمرا مألوفا وعاديا خلال سنوات قليلة ، وقد تأتي وسائل أحدث تحل محلها ،
وتجعل منها وسائل تقليدية.
وأهم وسيلة حديثة يمكن الإفادة منها في الإعلام
البترولي هي شبكة الإنترنت وتطبيقاتها المتعددة والمستمرة، كالمواقع الإلكترونية،
ومواقع التواصل الاجتماعي، التي صارت أمرا أساسيا في شتى أنحاء العالم ، وأمرا مألوفا لدى معظم الأفراد في تلك
الدول، وبخاصة لدى الشرائح العمرية التي تتراوح بين 15 و45 عاما.
وجعلت هذه الشبكة العنكبوتية العالم قرية
صغيرة ، يتواصل أفرادها معا بكل يسر وسهولة ، وينهلون من شتى المعارف والعلوم وهم
قابعون وراء حواسيبهم الشخصية ، ويطلعون على أحداث العالم الآنية والماضية بالصوت
والصورة ، ويمارسون حقهم في الإدلاء برأيهم وتعليقاتهم على المواضيع المطروحة
للرأي العام.
وهذه الشبكة ( وتطبيقاتها المتعددة) تعد منبرا
متميزا للإعلام البترولي، ووسيلة مهمة للوصول إلى أهدافه، ومن ثم أهداف الدول
المنتجة في مجلس التعاون الخليجي؛ فبواسطتها تصل الرسائل الإعلامية البترولية إلى
معظم من يتعاملون مع الإنترنت وتطبيقاتها ومواقعها، وتبلغ آفاقا لم يكن من السهل
بلوغها سابقا ، مستفيدة من المميزات الكثيرة التي تتيحها ، ومنها الترجمة إلى لغات
عالمية أو محلية ، والبث بالصوت والصورة ، واستقبال ردود الأفعال والتعليقات ،
وكون المستقبل (الجمهور) صانعا للمعلومة بدلا من الاكتفاء بالتلقي والاستقبال.
وأهم ما يمكن الإفادة منه من الإنترنت
وتطبيقاتها هو المواقع البترولية الرسمية والخاصة، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تبث مواد خبرية مختلفة عن البترول وشؤونه
، وتنشر تقارير دورية عن هذه الصناعة الحيوية.
ويقصد بمواقع الإنترنت الرسمية تلك المواقع
التابعة لجهات حكومية في البلدان المنتجة للنفط أو المستهلكة له ، أما المواقع
الخاصة فهي المواقع التابعة لمنظمات خاصة أو لشركات النفط أو لمؤسسات اقتصادية و
إعلامية مختلفة، وأحيانا تكون ملكيتها لأفراد معينين يسعون إلى تحقيق فائدة مادية
من إنشاء مثل هذه المواقع ومتابعتها.
وعلى الرغم من انتشار هذه المواقع وسهولة الوصول
إليها ، بسبب انتشار شبكة الإنترنت في شتى أنحاء العالم ، واعتماد شريحة كبيرة من
المجتمعات عليها ، فإن دقة بيانات ومعلومات وأخبار هذه المواقع لا تزال محل نظر ،
ومن ثم فإن الاعتماد عليها بصورة كلية – دون التثبت من صحة البيانات ودقتها – أمر
محفوف بالمخاطر .
وثمة
أمور تلفت النظر في مواقع الإنترنت الخاصة بنشر المعلومات والبيانات المتعلقة
بالصناعة النفطية هي:
-
بروز مواقع تجارية
توفر للباعة والمشترين أحدث المعلومات، وذلك من أجل ترغيب الطرفين في البيع
والشراء بوساطة إلكترونية، ومن ثم استفادة أصحاب المواقع في كسب أكبر عدد ممكن من
الشركات، متذرعين بالشفافية والسرية من جهة، وبسهولة التعامل مع جهات عدة من جهة
أخرى.
-
قيام النشرات النفطية المتخصصة
ووكالات الأنباء باستحداث مواقع لها على الإنترنت تنشر الأخبار البترولية. والوضع
السائد في هذه المواقع عموما هو محاولة هذه المصادر التقليدية للأخبار وضع موطئ
قدم لها على هذه الساحة الجديدة كي لا يفوتها القطار. ويتم في هذا الوضع اختيار
أخبار مهمة ولكن محدودة الكمية والنوعية ، لأن الهدف النهائي من الموقع هو ترغيب
المشاهد بالنشرة والوكالة وتعريفه بها، لا تزويده بجميع الأخبار المتوفرة أو
المهمة منها بالذات.
-
تأسيس مواقع إلكترونية إعلامية
بترولية ذات اشتراكات بسيطة نسبيا على أساس أن كلفة الموقع وأجور العاملين فيه
ستدفع من ريع الإعلانات. والمشكلة الأساسية في هذا النوع من المصادر الإعلامية هو
اعتمادها الكلي على المصادر التقليدية للمعلومات، وعدم توفر الإعلاميين المتخصصين
والمتفرغين للحصول على المعلومات الجديدة والأساسية. لذا تعتمد هذه النشرات
الإلكترونية على نقل الأخبار من مصادر أخرى ، أي القيام بعملية تجميعية، فهي تلتقط
إلكترونيا الأخبار من مختلف المصادر وتبوبها، وتستطيع تنفيذ ذلك بأبسط التكاليف.
لكن المشكلة أيضا في الوسائل الجديدة هي عدم وجود هيئة تحرير متمرسة تقرأ الخبر
بإمعان، وتحلله وتدققه قبل بثه على الإنترنت، ومن ثم لا يعرف القارئ جودة الخبر
ودقته عند قراءته.
رابعا-
بيانات ومعلومات إحصائية
تظهر
الإحصائيات التي تنشرها الجهات والهيئات المتخصصة بعدد متابعي ومتصفحي مواقع
الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حدوث زيادة هائلة في تلك الأعداد، ووجود طفرة
واضحة في الانتقال من بعض وسائل الإعلام التقليدية إلى تلك الوسائل الحديثة، نظرا
للميزات الكثيرة التي تتمتع بها.
وعلى سبيل المثال ، فإن عدد مستخدمي تويتر في
الكويت من بين الذين يستخدمون هواتف ذكية بلغ
85 في المئة، وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت بعدد سكان دولة الكويت، وهو أكبر
معدل في العالم ، وبلغ عدد رسائل تويتر في اليوم الواحد في الانتخابات الأمريكية
الأخيرة 31 مليون رسالة لتأييد الرئيس أوباما وعرض آخر أخبار حملته الانتخابية.
وتظهر تلك الإخصائيات أن عام 2012 كان
استثنائيا بالنسبة لمستخدمي تويتر إذ بلغ عددهم حتى أواخر ذلك العام نحو 200 مليون
مستخدم، بمعدل 400 مليون تغريدة يوميا. أما على الصعيد العربي فهناك أكثر من17
مليون تغريدة باللغة العربية يوميا، بمعنى أن هناك كل شهرين نحو مليار تغريدة
باللغة العربية.
أما موقع التواصل الشهير (فيسبوك) فيشهد أيضا
انتشارا كبيرا، وعلى سبيل المثال فقد أعلن القائمون على الموقع في أكتوبر الماضي
أن عدد مستخدميه بلغ نحو مليار مستخدم، ،وأنه جرى خلاله عبر السنوات الثلاث
الأخيرة أكثر من 140 مليار اتصال بين الأصدقاء، و
أكثر من 219 مليار صورة مرفوعة في الموقع.
أما في الوطن العربي فتظهر الإحصائيات أن عدد
مستخدمي فيسبوك يبلغ نحو 50 مليون شخص في نهاية 2012 ، بزيادة قدرها الضعف عن نهاية
عام 2011، وبواقع ثلاثة أضعاف منذ يونيو 2010.
أما مواقع الإنترنت للمؤسسات والشركات
والأفراد، وحسابات الأشخاص على البريد الإلكتروني على مواقع الهوتميل والياهو
والجيميل وغيرها من المواقع المضيفة فلا يكاد يبعد عنها إلا نسبة ضئيلة من الأفراد
في أي مجتمع يستخدم هذه الشبكة العنكبوتية.
إن ذلك كله يظهر أن الإعلام الحديث بات لاعبا
أساسيا في حياة الأمم والمجتمعات، وعنصرا لا غنى عنه للدول والمؤسسات العامة
والخاصة، وللأفراد – على اختلاف تياراتهم وأهدافهم- في التواصل ونقل المعرفة
والتأثير وتبادل الرؤى والتوجهات والأفكار، والترويج والدعاية والتسويق، والتنمية
والتطوير والرفاهية.
خامسا- مميزات استخدام الإعلام الحديث
تمتلك وسائل الإعلام الحديثة إمكانات
عدة، وتتمتع بمميزات كثيرة لاستخدامها في تعزيز مكانة ودور الصناعة البترولية
بصورة عامة، ولزيادة العوائد البترولية والمحافظة على البيئة بصورة خاصة، ومن أهم
تلك الإمكانات والمميزات:
1.
تعزيز مستوى الشفافية في المعلومات البترولية
الموزعة والمنشورة والمتاحة أمام الرأي العام، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات دقيقة
ومحسوبة، واتخاذ الجهات المعنية نوعا من الرقابة الذاتية على كل المعلومات
المعلنة.
2.
تعزيز تدفق المواد الإخبارية البترولية
لوسائل الإعلام المعنية في دول المجلس، سواء من الدول المستهلكة أو من الدول
المنتجة الخليجية والعربية والعالمية، ووضع تلك الوسائل في صورة ما يجري من تطورات
في هذه الصناعة الحيوية.
3.
الانتشار الفوري للمواد الإخبارية أو
التعليقات وردود الأفعال حيال كل ما يتعلق بالصناعة البترولية وتأثيراتها على كل
المجالات ومنها البيئة، بسبب صفة الفورية التي تتمتع بها تلك الوسائل.
4.
قياس الردود الفعلية والانعكاسات
المباشرة للجمهور (الأفراد والدول والمنظمات) في شتى أنحاء العالم حول أي تطور
يحدث في الصناعة البترولية، كالأسعار والحوادث البشرية والكوارث الطبيعية
والمشكلات البيئية.
5.
زيادة جذب الانتباه للرسالة الإعلامية
البترولية ، و تدعيم الفكرة البترولية المتضمنة في الرسالة وترسيخها في ذهن
المتلقي بالعديد من المشاهد الحية والمصورة والتعليق المؤثر الفعال والمؤثرات
الصوتية واللونية والحركية.
6. تعدد
وتنوع الأشكال والقوالب التي يمكن بها تقديم الرسالة الإعلامية البترولية، مثل
التعليقات السريعة، والأفلام القصيرة، واللقطات الفيديوية التي تستمر عددا من
الثواني أو الدقائق، إضافة إلى المواد الإخبارية الطويلة ، كالتقارير والنشرات
والأشكال البيانية والجداول التوضيحية.
7. المرونة
في عرض الرسالة الإعلامية البترولية ، خاصة مع تعدد الأشكال والقوالب والبرامج،
والاستفادة من قصر المدة الزمنية للرسالة الإعلامية والمؤثرات التي ترافقها،
وتكرار بثها، وتناقلها بسرعة بين مستخدمي وسائل الإعلام الحديثة.
8. المساهمة في تشكيل الوعي
البترولي في دول الخليج بهدف المساهمة في تعزيز وعي المواطنين بالصناعة النفطية
وما يرتبط بها، وتعزيز نشر الثقافة النفطية لدى الجمهور ، وتعريفه بأهم الأمور
المرتبطة بهذه الصناعة الحيوية.
9. تعزيز
المعلومات لدى الجمهور بما يسهم في إطلاعهم على الدور الذي يؤديه البترول ، صناعة
وعوائد، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول الخليج، ودوره في دعم النظام
الاقتصادي والتجاري والنقدي فيها.
10. متابعة
كل ما ينشر في وسائل الإعلام العالمية عن الإجراءات والقرارات التي قد تتخذها دول
أو منظمات معينة ضد الدول الخليجية بخصوص الصناعة البترولية، ويكون من شأنها
الإضرار بعملية التنمية في هذه الدول، تمهيدا لاتخاذ الدول الخليجية الإجراءات
اللازمة التي تحد من تلك الأضرار أو تتلافاها.
11. استخدامها
في مجال تنظيم حملات إعلامية محلية أو إقليمية لتبيان أهمية الصناعة البترولية في
تعزيز التنمية في دول مجلس التعاون، وضرورتها في دعم جميع المجالات التي تهم
المواطنين وتمس شؤون حياتهم اليومية ومستقبل الأجيال.
12. استخدامها في الرد على
الحملات الإعلامية المتجنية التي دأبت الدول الغربية على شنها ضد الدول الخليجية
منذ مطلع السبعينيات متهمة إياها بتخريب اقتصاداتها والتسبب في كل مصائبها من تضخم
وبطالة وكساد ، ومتعمدة تشويه دور هذه الدول وطمس جهودها الحقيقية من أجل التنمية
الشاملة.
13. استخدامها
للوصول إلى المواطن الغربي في الدول الغربية المختلفة؛ لتعريفه بالدور المهم الذي
تقوم به الصناعة البترولية الخليجية في دعم التنمية في العالم، وفي المسؤولية
المجتمعية لشتى الشرائح المستهدفة، وفي الحفاظ على البيئة، وتصحيح المفاهيم
المغلوطة لديه.
14. استخدامها
في تعميق النظرة الدولية للقضايا البترولية وشؤون البيئية المرتبطة بها، باعتبارها
تهم المجتمع الدولي بأسره ، ولا تقف عند إقليم ما ، أو ترتبط بمنطقة معينة.
15. الاستناد
إلى وسائل الإعلام الحديثة في مجال تبني رؤية تستند إلى الإحساس بالمسؤولية
المشتركة بين الجمهور والحكومات الخليجية، انطلاقاً من أن هذه السلعة إحدى الركائز
الأساسية للنهوض الاقتصادي والتنمية في تلك الدول.
16. استخدامها
في مجال الربط المستمر بين إمكان تحقيق التنمية المستدامة والاستغلال المفيد
للطاقة المعتمدة على البترول في الدول الخليجية.
17. نقل
وجهات النظر العلمية حول النظريات المطروحة التي تتناول آثار البترول في تدهور
البيئة ، ولاسيما انبعاثات ثاني أكسيد الكريون وارتباطها بظاهرة تغير المناخ ،
والاستناد إلى أكثر تلك الآراء والنظريات صحة ومنطقية وموضوعية.
18. استخدامها
في تيسير المعرفة البيئية وكشف الحقائق المتصلة بالمشكلات البيئية وخطورتها، ومد
المواطنين بكل المعلومات التي تساهم في المحافظة على سلامة المحيط البيئي الذي
يعيشون فيه.
19. تكوين
اتجاهات إيجابية نحو البيئة تسهم في تبني المواقف التي يتخذها الفرد إزاء بيئته ،
من حيث استشعاره لمشكلاتها، واستعداده للمساهمة في حلها، وتطوير ظروف البيئة على نحو
أفضل.
20. تصحيح
بعض المقولات والتصورات القاصرة في معالجة قضايا البيئة، ومن ذلك النظر لقضايا
البيئة على أنها تعني مظاهر التلوث ومصادره فقط. وكذلك مقولة أن التنمية تؤدي
بطبيعتها إلى إهدار المصادر البيئية أو تلوث البيئة، فمن المهم الربط بين البيئة
والتنمية، إذ إن تنمية البيئة وتطويرها وتحسينها يتيح الفرصة لأجيال الحاضر
والمستقبل في حياة أفضل .
سادسا- الخاتمة
على الرغم من الأهمية الكبيرة للإعلام
البترولي ، والدور الكبير المنشود منه ، فإنه لم يأخذ حظه من البحث والدراسة في
الدول التي تنتج هذه السلعة الحيوية وتصدرها، ولاسيما الدول الخليجية، ولم يول
الاهتمام المطلوب على صعيد تلك الدول ومؤسساتها المعنية بالبترول ومنتجاته، في حين
استفادت الدول الغربية من مميزات هذا الإعلام المتخصص وخصائصه ، وسخرتها لخدمة
مصالحها وتحقيق أهدافها وتلبية متطلباتها.
ويتبين من البحث أهمية وسائل الإعلام الحديثة
المستخدمة في ميدان الإعلام البترولي في كل المجالات التي تهم تلك الدول ،
والاستفادة من كل الإمكانات التي تتمتع بها، والمميزات التي تتسم بها لتحقيق
أهدافها المنشودة.
ويجب على القائمين على الإعلام البترولي في
الدول الخليجية متابعو كل التطورات الحاصلة في ميدان الإعلام، والتقنيات المستخدمة
فيه، من أجل تعزيز الدور الذي يقوم به الإعلام البترولي في ميدان التنمية الشاملة
في تلك الدول، وتوضيح الأهمية المنشودة من الصناعة البترولية في تطور تلك الدول
ونهضتها ورفاهية أبنائها.