يعد القائم بالاتصال (الصحافي) أهم
عنصر في نجاح أي رسالة إعلامية ، باعتباره منشئ الرسالة وصانعها ، وكلما زاد فهمه
وإدراكه وتعمقه في المجال المتخصص الذي يعمل فيه يزداد نجاحه وتأثيره وإقناعه.
وحداثة الصحافة البترولية تعد من الأسباب
الرئيسية لعدم وجود عدد كبير من الصحافيين المتخصصين في القضايا البترولية في
الدول العربية ، هذا إذا استثنينا العدد القليل من الاقتصاديين العرب الذين أسهموا
على مدى السنوات الماضية في تقديم دراسات علمية قيمة عن الصناعة البترولية بمختلف
جوانبها ، كما يقول إبراهيم العابد.
ويرى الدكتور محمد الرميحي أن الإعلامي
العربي المتخصص بالإعلام البترولي كان يمارس ما يمكن تسميته إعلاما عربيا موحدا
"عندما كانت مصالح العرب المنتجين للنفط متناقضة مع مصالح الشركات الكبرى
النفطية العاملة في أراضيها قبل منتصف عقد السبعينيات على وجه العموم ... أما الآن
وبعد بدء الفرقة في السياسات النفطية منذ ذلك الوقت ، وقد تباعدت في الثمانينيات ،
فكان على الإعلامي النفطي عبء أكبر في التنسيق بين المصالح المتضاربة في إطار
إعلامي مقبول. فقد كان على الإعلامي العربي المهتم بهذا القطاع أن يساير مصالح
إقليمية ضيقة في المفاضلة بين السياسات الإقليمية وتخطئة السياسات الأخرى. لقد
استجاب الإعلامي العربي لهذا الواقع المؤقت دون النظر إلى المصالح العامة في المدى
المتوسط والبعيد".
عوامل التأثير العامة التي يمتلكها القائم بالاتصال :
يرتبط تأثير القائم بالاتصال ونجاحه في أداء
المهام المنوطة به بمجموعة من العوامل والمتغيرات المتعلقة بالخصائص التي يتمتع
بها ، وأهمها:
المهارات الاتصالية (المهنية) التي
يتسم بها.
اتجاهاته نحو نفسه ونحو الموضوع ونحو
الجمهور المستهدف.
المستوى المعرفي والثقافي الذي يتمتع
به.
النظام الاجتماعي والثقافي الذي يعمل
في إطاره.
المصداقية التي يتمتع بها.
الإمكانات الواجب توافرها في القائم بالاتصال:
ينبغي للقائم بالاتصال المتخصص في معالجة
ومتابعة القضايا البترولية أن يتمتع بعدد من الإمكانات والمقومات لأداء عمله
المهني بالصورة المثلى ، وهي:
أن تكون لديه رغبة فعلية في العمل في الصحافة البترولية ،
وتهيئة نفسية كاملة لخوض غمارها وتحمل مشاقها.
أن يكون لديه اهتمام بالقضايا البترولية ، وتفهم لأبعادها ،
وإلمام بأساسيات الصناعة البترولية ، وفهم مفرداتها بدقة ، والقدرة على تفسير
التطورات التي تنشأ في هذه الصناعة.
الإيمان بأن العمل في الصحافة البترولية رسالة وقضية ، وليس
مجرد مهمة إعلامية يجب أداؤها.
أن يمتلك ذخيرة معرفية جيدة عن الشؤون الاقتصادية ، ولاسيما
اقتصادات الطاقة ، بسبب الارتباط الوثيق بين الاقتصاد والبترول.
الإلمام بخطط التنمية الوطنية والعلاقة بينها وبين الثروة
البترولية الموجودة لدى الدولة التي يعمل فيها.
ضرورة العمل والتعاون ضمن فريق متكامل في الوسيلة الإعلامية
لإعداد رسالة إعلامية تتضمن جميع المعايير المطلوبة للتأثير والنجاح.
أن يتمتع بمهارة كتابة جميع الفنون الخبرية المتعارفة ، كالخبر
والتقرير والتحقيق والتحليل ، ليكون عمله متكاملا يغطي القضية البترولية من جميع
جوانبها.
إتقان أساسيات فن التصوير الصحفي ، بسبب وجود حاجة ماسة إلى
ذلك عندما يتعذر وجود المصور المتخصص.
دراسة فئات الجمهور التي يتوجه إليها ، واختيار المداخل
المناسبة للتعامل مع كل فئة منهم .
القدرة على تبسيط المعلومات والبيانات البترولية وتوصيلها إلى
الجمهور المستهدف على اختلاف مستوياته الثقافية بصورة واضحة وجذابة.
إتقان إحدى اللغات الأجنبية الواسعة الانتشار ، وبخاصة اللغة
الإنكليزية ، نظرا لاستعمالها في كل المؤتمرات والمنتديات والندوات البترولية ،
ولصدور معظم التقارير البترولية بها.
الإبتساماتإخفاء