تُعتبر مشاركة القطاع الخاص
في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أساسيةً نظراً
لخبرته في تخفيض التكلفة و تحسين الفعالية . ولكن يجب أيضاً على حكومات المنطقة أن
تلعب دوراً قيادياً لتنشيط القطاع و تشجيع الاستثمارات فيه عن طريق ما يلي:
· تطوير
إستراتيجية للطاقة المتجددة
يتطلّب وضع إستراتيجية
الطاقة المتجددة أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار. يجب على الحكومات أن تقيّم
مصادرها المتجددة وقدراتها التقنية. كما يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفوائد
الاقتصادية الناتجة عن إيجاد قطاع صناعي قادر على تزويد مشاريع الطاقة المتجددة
بالقطع و المعدات اللازمة بدل استيرادها. كذلك، يجب علي الحكومات أن تبدأ باستخدام
نماذج التكنولوجيا والمشاريع التجريبية الصغيرة لئلا تكون الأخطاء الحتمية التي
تحصل في المشاريع الجديدة عالية التكلفة. ويجب أن تنمو بسرعة عبر الانتقال إلى
نطاق أوسع حالما تبرهن النماذج فعاليتها وكفاءتها، فتبدأ بإنشاء البنية التحتية
ورأس المال البشري
· وضع
الأطر المؤسساتية المناسبة للطاقة المتجددة
في أغلبية بلدان منطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا يوجد جهة مسؤولة واضحة على مستوى الحكومة تعنى
بشؤون الطاقة المتجددة. يقول السيّد: "يجب على الحكومات أن تع هيئةً وتمكّنها
لتقود وضع السياسات في هذا المجال وتتابع تطبيقها".
· وضع
سياسة مناسبة وإطار عمل تنظيمي لتعزيز تطوير الطاقة المتجددة واستخدامها
فبإمكان الحكومات وضع خطط
العمل التنظيمي للسماح لمشاريع الطاقة المتجددة بالدخول في خطط كهذه، وكذلك ايجاد
محفّزات تطلق إستثمارات الطاقة المتجددة وأن تروّج لمشاريع لا مركزية لتوليد
الطاقة المتجددة. كما يجب على واضعي الأنظمة أن يأخذوا بعين الاعتبار منح الأفراد
بعض الاستقلالية في نشاطات معينة كتركيب ألواح شمسية على أسطح المنازل.
· مواجهة
التحديات التقنية
بما أنّ توليد الطاقة من
الرياح والمصادر الشمسية متقطّع، يجب ربط هذين المصدرين مع التوليد التقليدي
للطاقة. يعلّق فيّاض على الموضوع قائلاً: "يمثّل هذا الأمر تحدياً تقنياً
إلاّ أنّه تم تجاوزه بنجاح في مناطق أخرى من العالم."
· بناء
قدرات الأبحاث والتطوير وصقل المهارات المحلية
تحتاج صناعة الطاقة
المتجددة إلى قوّة عاملة مؤهلة من التقنيين والمصممين والمهندسين. بالإضافة إلى
ذلك، يعتمد قطاع الطاقة المتجددة بشكل كبير على الأبحاث والتطوير لإحراز التقدم في
مجالات المواد والتكنولوجيا والتنفيذ. غالباً ما يكون الروّاد في قطاع الطاقة
المتجددة على مقربة من معاهد البحوث العالمية
هل يقف العالم الغربي أمام
تطور بدائل الطاقة المتجدّدة في الجزيرة والخليج؟
كانت منطقة الجزيرة والخليج
العربي وما زالت, واحدة من أهم المناطق والبؤر الاستراتيجية على مستوى العالم,
لأنها ارتبطت بالاكتشافات النفطية الكبيرة, ما جعل منها محط أنظار وتنافس الدول
الكبرى من أجل استثمار النفط والعمل على تأمين مصادره وتدفقه إلى الأسواق
العالمية, لكن في ظل الهواجس من فقدان هذه النعمة الفياضة, تطلب الحديث عن بدائل
أخرى وفي مقدمتها الطاقة الشمسية, وتكمن الأهمية الجيوسياسية لمنطقة الخليج العربي
باعتبارها مستودع طاقة العالم ما يزيد من أهميتها, ذلك أنها تملك أكبر مخزون
احتياطي للنفط والغاز, ما يجعل مستقبل إمدادات الطاقة مرهونا بضمان أمنها واستقرارها,
وحيث شهدت الفترة الأخيرة ازديادا ملحوظا في عدد البلدان التي راهنت على استخدام
الطاقة القابلة للتجدد كعامل مهم في الاقتصاد العالمي وعلى البيئة مع استخدام
السخانات الشمسية لتسخين المياه لمختلف الأغراض والتطبيقات العملية.
أهمية دور الدول النفطية في
تطوير الطاقة المتجددة
تحتل الدول المنتجة للنفط
اليوم مكانةً محورية بارزة في قطاع الطاقة العالمي الذي يشهد نمواً وطلباً
متنامياً، وبإمكان هذه الدول المنتجة للنفط الحفاظ على الدور الريادي الذي تلعبه
ضمن هذا القطاع الحيوي وتعزيزه من خلال تنويع مصادر الطاقة لتشمل وبشكلٍ متنامٍ
الطاقة المتجددة.
ويعتبر الاستثمار في مصادر
الطاقة المتجددة خطوةً منطقية بالنسبة للدول التي تعتمد اقتصاداتها بشكلٍ كبيرٍ
على إنتاج وتصدير النفط والغاز، حيث سيساهم هذا الاستثمار في التحول من دول منتجة
ومصدرة للنفط والغاز إلى لاعبٍ مهم في مجال الطاقة بشكلٍ عام.
كما ستساهم عملية الاعتماد
على مصادر الطاقة المتجددة بتنويع اقتصادنا وتنمية وتطوير رأس المال البشري اللازم
لبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.
ورغم استمرار هيمنة الوقود
الأحفوري على سوق الطاقة خلال العقود القليلة القادمة، إلا أنه من الضروري جداً أن
نضع قطاع الطاقة المتجددة نصب أعيننا.لذا فإن تنويع مصادر الطاقة لدينا لتشمل
الطاقة المتجددة سيسمح لنا بالحفاظ على المصادر الهيدروكربونية واستخدامها لفترة
أطول والاستفادة بذلك من الارتفاع المتوقع حدوثه لأسعار الوقود الأحفوري.
ومن خلال تأسيسنا لقطاع
الطاقة المتجددة واهتمامنا بتطوير التقنيات النظيفة، فإننا سنسهم بشكلٍ فعال في
عملية تنويع اقتصادنا ونصبح أقل اعتماداً على التقنيات المستوردة، وذلك من خلال
العمل على تطوير هذه التقنيات محلياً وخلق فرص تصدير واسعة من شأنها المساهمة في
تطوير اقتصادٍ مستدام قائم على المعرفة. ولضمان نجاح عملية تطوير صناعات الطاقة
المتجددة في الدول المنتجة للنفط والغاز، فإن العمل بخطط وآليات مماثلة لتشجيع
استخدام مصادر الطاقة المتجددة يعد أمراً ضرورياً من شأنه مساعدة تلك الدول على
المنافسة في سوق الطاقة المتجددة وخفض التكاليف وتطوير التقنيات النظيفة.
وتلعب دولة الإمارات
العربية المتحدة اليوم وبفضل عمق النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة دوراً ريادياً في
مجال الطاقة المتجددة وقضايا تغير المناخ، حيث تكللت الجهود المبذولة بهذا الصدد
بنجاح مساعي دولة الإمارات لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)
في أبوظبي.
وعلاوةً على ذلك، قامت دولة
الإمارات في عام 2010 بتأسيس إدارة متخصصة في شؤون الطاقة وتغير المناخ ضمن وزارة
الخارجية لضمان أن تحظى (أيرينا) بدعم مخصص من قبل دولة الإمارات ومتابعة أعمالها
إضافة إلى تنظيم وتوحيد الجهود المحلية في شؤون تغير المناخ وحماية مصالح الدولة
في مجال المفاوضات الدولية المتعلقة بتغير المناخ.
ويتمثل الهدف الذي يحتل
صدارة أولويات الإدارة في ضمان دعوة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جميع
المحادثات المغلقة ذات الصلة بقضايا الطاقة وتغير المناخ، والحرص بأن تكون الجهات
الدولية المعنية على علم باستراتيجيتنا الوطنية من أجل الحفاظ على دورنا الريادي
في مجال الطاقة.
كما أصبحت أبوظبي اليوم
منصةً عالمية للتعاون والنقاش العالمي حول مجالات الطاقة المتجددة وتغير المناخ،
وذلك من خلال استضافتها للعديد من الأحداث والمؤتمرات الدولية الهامة كالقمة
العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد سنوياً في أبوظبي، ويعد الالتزام المطلق من قبل
القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بمجال الطاقة المتجددة خير دليلٍ على عمق نظرتها
الاقتصادية وحرصها المستمر على قيادة الجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على
البيئة.
آفاق أستخدام الطاقة
الشمسية في الوطن العربي
إن البحث والمثابرة في
إيجاد بدائل للطاقة ما هو إلا جزء مكمل لاستمرارية دور الدول العربية كدول مصدرة للطاقة
والحفاظ على المستوى الاقتصادي الذي تنعم به هذه الدول الآن ومن أجل مواكبة بقية
دول العالم في هذا المجال ، يقترح مراعاة مايلي:
§
الدعم المادي والمعنوي وتنشيط حركة البحث في
مجالات . الطاقة الشمسية.
§
القيام بإنشاء بنك لمعلومات الإشعاع الشمسي ودرجات
. الحرارة وشدة الرياح وكمية الغبار وغيرها من المعلومات الدورية الضرورية
لاستخدام الطاقة الشمسية.
§
القيام بمشاريع رائدة وكبيرة نوعاً ما وعلى مستوى
يفيد البلد . كمصدر آخر من الطاقة وتدريب الكوادر العربية عليها بالإضافة إلي عدم
تكرارها بل تنويعها في البلدان العربية للاستفادة من جميع تطبيقات الطاقة الشمسية
.
§
تنشيط طرق التبادل العلمي والمشورة العلمية بين
البلدان . العربية وذلك عن طريق عقد الندوات واللقاءات الدورية
.
§
تحديث دراسات استخدامات الطاقة الشمسية في الوطن .
العربي وحصر وتقويم ما هو موجود منها.
§
تطبيق جميع سبل ترشيد الحفاظ على الطاقة ودراسة
أفضل . طرقها بالإضافة إلي دعم المواطنين اللذين يستعملون الطاقة الشمسية في
منازلهم.
§
تشجيع التعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال .
والاستفادة من خبراتها على أن يكون ذلك مبنياً على أساس المساواة والمنفعة
المتبادلة.
منشورات وزارة الطاقة الإماراتية